عاصفة داخل القلعة البيضاء: شقاق خفي يهدد مشروع تشابي ألونسو في ريال مدريد.

بلا شك، يُعدّ تعافي جود بيلينجهام من جراحة الكتف خبراً يُغمر القلب فرحاً للجميع، وخاصةً للمدرب تشابي ألونسو. لكن هذه البشارة تحمل في طياتها تحدياً إستراتيجياً حقيقياً: كيف يمكن دمج نجم بموهبة بيلينجهام في تشكيلة أساسية تعمل بدقة ساعة سويسرية؟

لقد جرّب ألونسو الحل مبكراً في ديربي مدريد، إلا أن النتيجة جاءت مخيبة للآمال. ظهر بيلينجهام - بسبب نقص لياقته البدنية - بصورَةٍ شاحبة، بعيداً عن بريقه المعتاد، مما اضطر الفريق إلى الاستغناء عن عنصر أساسي آخر هو ماستانتونو لتعويض غياب تأثيره.

وفي مباراة كايرات ألماتي، كانت الرسالة أوضح: حيث اقتصرت مشاركة الإنجليزي على دقائق محدودة في نهاية اللقاء، غادر بعدها الملعب وكلمة "الإحباط" تُقرأ في عينيه.

الحقيقة الماثلة للعيان هي أن بيلينجهام يعتبر قطعة محورية في مشروع ألونسو والنادي. لكن المعضلة تكمن في أن إشراكه يتطلب - في الهيكل الحالي - التضحية بأحد اللاعبين الأكثر تألقاً وتأثيراً في الفريق حالياً، سواء كان ماستانتونو أو أردا غولر، وهو قرار تكتيكي شائك لا يخلو من مغامرة.

لإيجاد الحل، قد يحتاج ألونسو إلى التفكر في تعديل طريقة اللعب لتوفير البيئة المثالية لبيلينجهام. هذا قد يعني اعتماد نظام تكتيكي مرن يسمح بمشاركة الجميع دون المساس بجودة الأداء العام. ومع الأخذ بعين الاعتبار موهبة بيلينجهام في تنفيذ الأدوار المتعددة على أرض الملعب، يمكن لألونسو أن يبدع في توظيفه بطرق غير تقليدية.

رغم التحديات، يظل الهدف الأسمى هو الوصول إلى تشكيلة متوازنة تحقق الانتصارات مع الحفاظ على توازن الفريق. التحدي الآن هو تحقيق هذه الغاية دون التضحية بالقوة الهجومية والصلابة الدفاعية التي يتمتع بها الفريق، والمضي قدماً نحو موسم ناجح يحمل آمال الجماهير والتطلعات.