كاريراس... الكنز المخفي الذي سرق الأضواء في ريال مدريد.

يبدو أن موسم بيدري الجديد مع برشلونة يحمل بصمة تاريخية. فالشاب الذي لم يغب دقيقة واحدة في المباريات الثمانية الرسمية للفريق هذا الموسم، ينسج أداءً استثنائياً يجمع بين الحكمة والشباب.

بأداء ملحوظ، يتصدر بيدري قوائم الصدارة في أهم المعايير التقنية بين كافة لاعبي الدوريات الخمس الكبرى. إنه يسجل أعلى الأرقام في اللمسات (818)، التمريرات الناجحة (646)، التمريرات في الثلث الأخير (251)، واستعادة الكرة (49). هذه الإحصائيات لا تعكس فقط تفوقه التقني، لكنها تروي قصة هيمنته التي جعلته العقل المدبر الحقيقي لفريق هانسي فليك.

بعيداً عن الإحصاءات، يصنف بيدري كلاعب خط الوسط الأكثر اكتمالاً في العالم حالياً. وكما وصفه فليك بعد انتصارعلى السوسيداد: "إنه مميز.. لاعب رائع، أرى تطوره المستمر وقدرته القيادية. إنه لا يصدق".

 رغم تألقه المستمر، لم يحظ بيدري بالتقدير الدولي المستحق، حيث جاء في المركز الحادي عشر في منافسة الكرة الذهبية - مركز أثار حفيظة الكثيرين. لكن من يعرف لعبة خط الوسط يدرك أن الجوائز الفردية غالباً ما تتحيز لصالح المهاجمين، متجاهلة العبقرية التكتيكية التي يتمتع بها ابن تينيريفي.

 تتجاوز براعة بيدري في التمرير والبناء إلى ذكاء دفاعي استثنائي. حيث يسجل 7 محاولات استعادة كرة في كل مباراة - متفوقاً على معظم لاعبي الوسط الهجومي - بالإضافة إلى فوزه بأربع مواجهات ثنائية في المتوسط.

الحقائق تتحدث عن نفسها: بيدري هو محرك برشلونة الأساسي وأحد أكثر اللاعبين تأثيراً في الساحة الأوروبية. والجمهور الكتالوني يجني ثماره بما ينسجه من مستقبل بقدميه الذهبيتين.

يترقب العالم مواجهة الغد بين برشلونة وباريس سان جيرمان، حيث ستكون أنظار الجميع متجهة نحو الساحر الإسباني الذي يعد بعرض آخر من سحره الذي لا ينضب.